إعلانات

يتم التشغيل بواسطة Blogger.

الأحد، 22 سبتمبر 2013

لن تصدق كيف يعيشون طائفة الاميش الاكثر تخلفاً في الدولة الاكثر تقدماً





-من قوانينهم الفصل بين الجنسين وإجبارية تغطية المرأة لشعر رأسها وتحريم الغناء و الموسيقى وارتدائها ملابس محتشمة والمجموعات يترأسها مجلس من الشيوخ الكبار ( ما يشبه أهل الحل والعقد).


كثيراً ما نسمع شخصاً يُوصف بأنه متخلّف و بعيد عن التطور لأنه مثلاً لا يملك هاتفاً نقالاً أو لأنه ‏لا يجيد استعمال الكمبيوتر أو لأنه لا يزال يملك تلفزيوناً بالأبيض و الأسود، لأنّه يعيش متخلفاً عنّا ‏ببضعة سنين، أو حتّى بضعة عقود في أبعد الأحوال…و لكن ماذا لو قلت لك أنه يوجد في افضل واقوى واكثر دول العالم تقدم وحضارة الولايات ‏المتحدة الامريكية أناس متخلّفون عنّا بـ300 سنة‏‎!! ‎

يعيشون بأسلوب حياة القرن السابع عشر و لا يستخدمون اي من وسائل الرفاهية الحديثة
انهم طائفة الأميش الذين قرروا العيش على الأسلوب القديم وعلى الرغم من أنهم يتقبلون بعض الأفكار الحديثة -مثل استخدام الأدوية الحديثة- , إلا إن أسلوب حياتهم لم يتغير كثيراً منذ300 عاماً. فهم لا يستعملون الكهرباء, لذلك فبيوتهم لا تحتوى على إنارة كهربائية, ولا أجهزة  تليفزيون ولا أجهزة المطبخ مثل الثلاجات و لا التلفون.يحرّمون ركوب السيارة لذلك تراهم يمتطون العربات التي تجرّها الأحصنة و يتكلّمون إحدى اللهجات الألمانية التي تحدث بها أجدادهم الأوائل و الذين عاشوا في ألمانيا و سويسرا. وقد أطلق عليهم أميش نسبةً إلى زعيمهم و مؤسس الطائفة “آمان جاكوب”. تعرّضت طائفة الأميش للاضطهاد الشديد في أوربا و أُعدم الكثيرون منهم لذلك لجئوا إلى العالم الجديد نحو عام 1660 و أقاموا في ولاية بنسلفانيا حيث يقيمون هناك إلى يومنا هذا.

تأسست طائفة الأميش على يد “آمان جاكوب” و هي واحدة من عشرات الجماعات المسيحية المنشقّة التي ظهرت في أوربا القرون الوسطى مع انتشار حركة الإصلاح الديني، رأى “آمان جاكوب” أن طريق الخلاص و الفلاح في الدنيا و الآخرة هو التمسّك الحرفي بتعاليم الإنجيل و الرجوع إلى أصول المسيحية الأولى عبر نبذ السلطة الكنسية و عدم الاعتراف بالبابا، الالتزام بتعاليم الإنجيل في كلّ مناحي الحياة حتّى في أبسط الأمور و استشارة ما يسمى بـ”مجلس الأعيان” في كل صغيرة و كبيرة و هذا المجلس يشبه مجالس الإفتاء عند المسلمين حيث يقرر ما إذا كان ذلك الأمر مخالفاً للإنجيل أم لا و هو يعد السلطة العليا في هذا المجتمع حيث يعدّون من أكثر المجتمعات تديّنا في أمريكا


يمتثل أفراد الأميش لقانون غير مكتوب (متوارث شفوياً) يدعى “الأوردنانغ Ordnung ” و هو يحدد بشكل صارم كيفية حياة أفراد الأميش حتّى في أدق التفاصيل من طريقة الملبس مروراً بطول الشعر و كيفية قصّه وصولاً إلى كيفية حراثة الأرض، و هم ملتزمون به بشدّة و لا يحيدون عنه قيد أنملة. ومن هذه القوانين التي يستخدمها الاميش وهي قوانين رائعة في الحقيقة ونبيله
- الفصل بين الجنسين
- إجبارية تغطية المرأة لشعر رأسها و ارتدائها ملابس محتشمة
-المجموعات يترأسها مجلس من الشيوخ الكبار ( ما يشبه أهل الحل والعقد)
- تحريم الغناء و الموسيقى
-اللحية إجبارية عند الرجال بعد الزواج مباشرة مع حلق الشارب
- تحريم شرب الخمر و الزنا




يعارض الأميش أي تكنولوجيا يعتقدون أنها قد تؤثّر على طبيعة مجتمعهم المتماسك، فتراهم ينبذون أشياء نعتبرها نحن من الضروريات كالكهرباء و التلفزيون، السيارة، الهاتف…و ذلك لأنهم يرون أنه من شانها أن تنشر الرذيلة و الخبث في مجتمعهم و تخلق شيئاً من الطبقية و عدم المساواة (الأميش جميعهم متساوون في كل شيء، جميع ممتلكاتهم مشتركة أي ملكية جماعية و لا يوجد شخص أفقر من الآخرين)، حتّى في حراثة أراضيهم يعتمدون على المحاريث التقليدية التي تجرّها الخيل فلا يستخدم الزراع الاميش الآلات الحديثة, ومع ذلك فإن مزارعهم ناجحة لأنهم يعملون بجد ويعتنون جيدا بأراضيهم وحيواناتهم .مزارعهم دائماً ما تكون صغيرة حيث يرون إنه من الخطأ امتلاكهم لأكثر من اللازم من الأرض أو النقود التي يحتاجونها للعيش حتّى أنهم لا يعرفون البيع و الشراء بينهم فإذا أراد أحدهم شيئاً يكفي أن يذهب إلى المخزن و يأخذ على قدر حاجته فهم لا يعترفون بالملكية الفردية، فهم معروفون بالزهد و التقشّف و الابتعاد عن المادة…اكتشف بعض المزارعين الأميش وجود بترول فى مزارعهم منذ عدة سنوات مضت. هل هناك الكثير من البترول تحت المزارع, أو مجرد القليل؟. لم يرد المزارعون الأميش المعرفة. فى الحال, باعوا أراضيهم وانتقلوا بعيداً دون إطلاع أي احد على أمر البترول، لم يرغبوا في أن يكونوا من الأثرياء.

لا يعترفون بالتأمين الاجتماعي، عوضاً عن ذلك فهم يساعدون بعضهم البعض فى الأوقات الحالكة. إذا مرض أحدهم فإن أقاربه و جيرانه سيحلبون أبقاره وسيزرعون حقوله ويحصدون محصوله فهم يعتبرون كل شيء قضاء وقدر، مثلاً إذا احترقت حظيرة أحدهم فسيهبّ الجميع في الحال (تصوروا الجميع) للمشاركة في بناء حظيرة جديدة !

بخصوص الدراسة، فهم لا يعترفون بالتعليم الحكومي و عوضاً عن ذلك يدرّسون أبنائهم في شبه مدارس مكوّنة من غرفة أو غرفتين (يُطبّق الفصل بين الجنسين) حيث يتعلّمون على أيدي مدرّسين أميش طبعاً، مبادئ اللغة الانجليزية (لا يتحدثون الانجليزية و إنما لهجة ألمانية) و مبادئ الحساب و الجغرافيا و تاريخ الأميش فقط (لا يهتّمون بالعالم الخارجي و لا بتاريخه) بالإضافة إلى تدريس العقيدة المسيحية و بعض الحصص التربوية التي تزرع قيمهم و مبادئهم في قلوب الأطفال…في عام 1972 أصدرت الحكومة الأمريكية قراراً بإعفائهم من التعليم الإلزامي.
عندما يبلغ الأميش 18 سنة، يذهب لمدّة ثلاث سنوات لاستكشاف العالم الخارجي و عليه خلال هذه المدة أن يقرر ما إذا كان يريد البقاء في مجتمع الأميش أم يفضّل الحياة العصرية، و المدهش أن أربعة من كل خمسة شبّان يفضّلون العودة إلى مجتمع الأميش و تمضية حياتهم هناك !!
عرف الأميش بأنهم مسالمون جداً حيث لا يؤذون أحداً و لا يردّون الاعتداء إذا ما اعتدى أحد عليهم، كما يتميّز مجتمعهم بأنه لا وجود للعنف و للجرائم فيه حيث أنه طوال تاريخهم لم يرتكب أحدهم جريمة قتل، رجالهم لا يخدمون في الجيش و لا يشاركون في الحروب.
تُعتبر العائلة أهمّ شيء في مجتمع الأميش، حيث أن نسبة الطلاق شبه معدومة عندهم فالمرأة تعيش من أجل زوجها و أطفالها و الزوج و الأبناء يكدّون في المزرعة، كلّ و له دوره التقليدي الذي لا يحيد عنه، فالرجال في المزارع و النساء تقمن بالطبخ و الغسيل و الخياطة و الاعتناء بالمنزل…تمتاز عائلات الأميش بعدد أفرادها الكبير، فحوالي ربع العائلات لديها أكثر من عشرة أطفال ! و هذا ما أدّى لتكاثرهم المستمرّ، حيث كان لا يتجاوز عددهم الخمسة آلاف سنة 1900 في حين يبلغ الآن حوالي 300 ألف شخص.يبدأ الصبيان في البحث عن زوجة عند بلوغهم السادسة عشر و لكن يجب على الأميش أن يتزوّجوا من طائفتهم فقط و يُحرّم عليهم الزواج ممن ليس منهم. وهذا سبب مشكلة خاصة. وللخمسمائة فرد الذين أتوا إلى العالم الجديد فى القرن السابع عشر ما يقرب من أربعون اسما.

0 التعليقات:

إرسال تعليق